السبت، 4 سبتمبر 2010

حــوار مع قـــلمي (1)




دي كتابة قديمة بقالها حاولي اربع سنين ... مش عارف ايه ال خلاني افكر انشرها دلوقت ... يا رب تعجبكم :)


>>: دعني ...أطلق لي العنان... أريد أن أتنفس ... أريد ان انفث مااحتبس بداخلي ...
--: كلا ... لست آمنك... أظنك تفشي أسراري ... وتبوح بما هو كامن في صدري...
>>: لا ... لا تخف... لن أخبر أحدا بأنك جريــ...
--: صه أيها الأحمق... ها أنت قد بدأت بالهذيان ..
>>: عذرا... لن أعيد الكرّة.
--: حسنا أيها القلم ... عن ماذا تريد ان تكتب ...؟؟
>>: ....عن الحياة مثلا ...؟؟
--(ضاحكا): أية الحياة هذه ... وهل ترانا أحياء ..؟
>>: لماذا ...؟؟ ربما لا اكون حيا...ولكنك حي...؟؟ فكيف لا تشعر بالحياة...!!!.؟؟
--: دعنا من هاذا فأنت اعلم من أن تسأل ...
>>: حسنا ... فلنتكلم عن ... الحب ....؟؟
--: يبدو أنني اخطأت عندما قررت مجالستك... لقد اخترتك صديقا لتواسيني ..لا لتعمق جراحي.
>>: ولكن...
--: اختر موضوعا غير هذا السفاح الأثيم ...
>>: سفاح أثيم ... لماذا...!!..؟؟ 
--: أما تعلم ضحاياه ... أم انك تتغابى..؟؟ 
   إن أردت أن تعرف ... ابحث في صحيفة سوابقه ... عد ضحاياه وستعلم  لماذا ...
>>: ماذا تقصد...؟؟ لست أفهمك...
--: عدت إلى التغابي مرة أخرى ... حسنا انا أخبرك ... أما سمعت عن روميو وجولييت ... أشهر ضحايا هذا السفاح ، أم هل سمعت عن قيس الذي جن بسببه ...؟؟ أم شمشون الذي فقد قوتة ، ثم كانت نهايته علي يده ،  ... وآخرين الذين امتلأت صفحات التاريخ بذكراهم... أما يكفيك ... أم أنك تريد ان يزيد عدد ضحاياه كل يوم...؟؟
>>: ولكن ...
--: لقد بدأت أشك فيك ... أنت متحالف معه إذا...
>>: كلا ... لست كذلك.. وإن أعطيتني الفرصة ، وضحت لك وجهة نظري ..؟؟
--: تفضل ايها الفيلسوف ...
>>: بدون سخرية ... في البداية نظرت انت الي الحب من الجانب المظلم فقط .. ضحاياه و آلامه ...
    ولكل ٍ جانب سلبي وإيجابي ... ودعنا نتخذ أبسط الأمثلة ...أجهزة الحاسب الالي ... 
  أخطارها لا تحصى ... وسلبياتها أشد ضررا من غيرها ... ولكن على الجانب الآخر... هل يمكن أن تتخيل العالم بدون هذه المعجزة العبقرية ..؟؟
  كذلك الحب  ... فلا يمكن ان تتصور العالم بدون الحــــــب .... سواء كان حب غريزة ... أو حب عاطفة .
--: لقد حولت الأمر إلي مناظرة .... حسنا سأجاريك... علمنا للحاسب الآلي جانب إيجابي مشرق
      ولكني لا أري للحــــب جانب ايجابي....؟؟
>> : بالطبع أنت مخطئ ... لا يمكنك أن تنكر الجانب المشرق من الحب وهو الجزء الأعظم فيه 
           في البداية ... تصور معي حياتك أنت بلا حب 
--: ايها الفاشل ... حياتي الآن بلا حب .
>>: أخالفك الرأي ... في حياتك ألوان من الحب ...دعني اسألك في البداية ... لماذا تبر بوالديك ...؟؟
       هل لأن الله عز وجل أمرك بهذا فقط...؟؟
-- : كلا بل لأني أحــــ....
>>: أول اعتراف ... لأنك تحبهما ... يبدو أنها ستكون مناظرة تاريخية ... وسأنتزع منك أقوى الاعترافات ...
--(ضاحكا) : تحاورني وكأنك تحاور نجما مشهورا ...
>>(ضاحكا):أنت تعلم يا صديقي أنك نجمي وسبب شهرتي ...حسنا سؤال آخر ... لماذا فضلت ان تعيش حياتك في بلدك بدلا انت تكملها في البلد 

اللذي كنت تحيا بها 
       على الرغم من التباين الشاسع في الظروف المعيشية والاقتصادية ...؟؟
--: لا أعلم ... بل لأني أحببت أن أكون بين أهلي وأصدقائي.
>>: نعم أحببت .... وليس انت تكون بينهم فقط... بل لأنك تحبهم .... والحب الأعظم هو حبك لوطنك ... الآن قل لي لولا الحب... لظللت الآن مغتربا عن أهلك ووطنك ... أليس كذلك...؟؟
--: نعم ... ولكن...
>>: بقي حب العاطفة ... وهو المنحدر الصعب في حديثنا ...
--: هذا هو المستحيل بعينه أن تقنعني بوجود مزية له ... فهو أس البلاء..
>>: مهلا مهلا ... أخبرني ... كيف ترى حياه الزوجين وبينهما الحب....؟؟
--: .......!!! ... اعتقد انها ستكون ...
>>:  علاقة مثالية ..قوية..مترابطة ....لاتقصمها الريح ، ولا تثنيها العواصف ؛ في نظرك إذا..إذا نزع منها الحب وتبدل إلى كراهية...ماذا 

سيحدث...؟؟؟
--(مطئطئ الرأس):...ســ.. سوف يــنكسر رباط الأسرة في أول مواجهة مع العواصف ...
>>: وتطيح المشاكل بأفرادها ، وتهوي بهم إلى الضياع ...
--: .... تبدو محقا ...
>>: نعم فلولا الحب لكان أطفالنا مشردين في الشوارع ...غائبين عن مراقبة الآباء .... ولولا الحب لتفكك رباط الأسرة التى هي الخلية الاولي ، وحجر الأساس في بنيان المجتمع .
        أي أن الحب هو الذى يحافظ على ترابط المجتمع وتماسكه ... بالإضافة إلي كون الحب الحقيقي أحد الأسباب الجوهرية في تكوين هذه الخلية ، وبداية 

بنيان المجتمع .
--: أنت محق .... أتعلم ... كم يسعدني أن أهزم في هذه المناظرة .... وما يسعدني أكثر ... هو كونك صديقي .
>>: لست صديقك ... فأنت أنا... وأنا صورة لما بداخلك .
--: نعم ... أنت على حق ... حسنا ..علي الإنصراف الآن .
>>: إلى أين ...؟؟
--: إلى الحياه ... أرمي همومي عليها ... لأصارعها وتصارعني ...إلي المستقبل الذي كتب لي... إلى البحث عن تواجدى الحقيقي في هذا المجتمع 

... لأكون عضوا صالحة في منظومة بنائه المتكامل .... إلى اللقاء .
>>: إلى اللقاء .... (ثم يهمس ) ... : الآن اطمأن قلبي عليك يا صديقي .

محمود أنور

هناك تعليقان (2):

  1. يشرفنى ان اكون اول المعلقين ...... مقال جميل وفكرته جميله ......... ومن اربع سنين كمان يعنى تماااااااااام

    الى الامااااااااام ياريس .....مستنيين اكتر ان شاء الله

    هو ده (1) فى مقالات تانيه مكتوبه من زمان ولا الجاى جديد ؟؟

    ردحذف
  2. فاكراها طبعا
    من الحاجات القليلة اللى مبتتنسيش
    من اجمل ما قرأت لك بجد:)

    ردحذف